الأستاذ/ ابراهيم موسى زكريا
للشعب التشادي بمناسبة العام الجديد 2024م أبناء شعبنا التشادي العظيم داخل الوطن وخارجه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُسعدني بأن أتقدم إليكم اليوم بكلمةٍ ونحن نودعَ العام2023م بما حملَ من أحدثٍ، ونستقبل العام الجديد 2024م، الذي نأمل فيه أن تتحد آمال شعبنا لمواصلة النضال والكفاح، وتوحيد وتوجيه جهودنا الوطنية لتحرير بلادنا من الهيمنة الاستعمارية، وبناء مستقبلنا وفَق إرادتنا الوطنية.
شعبنا التشادي العظيم:
إن عدم أمتلاك السيادةَ الوطنية، وغياب الرؤية الجامعة والعقل والتفكير الجمعي، وعدم وجود منهج وطني متفقُ عليه حول المستقبل هو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من ارتباكٍ اقتصادي، وغياب متطلابات النهضة والبناء المعرفي، وتفتت النسيج الاجتماعي، وتنامي النعرات القبلية والجهوية، كل ذلك نتج عنه ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية، فضلاَ عن القهر والاستبداد والظلم والتهميش والتجويع، وعدم المساواة في الحقوق، والطبقية التي قسمت الشعب التشادي إلى شعب درجة أولى ودرجة ثانية, هذا الظلم والتقسيم ليس وليد اللحظة واليوم بل خلال العقود الماضية، واشتد أكثر في فترة النظام الأخيرة، فإن هذا النظام سمته الفساد والظلم والمحسوبية والنهب الممنهج لثرواتنا، وتكديسها في الخارج، ومصادرة الحقوق والقتل المتعمد، والجرائم والمجازر البشئة التي إرتكبها في حق شعبنا وقتل المتظاهرين السلمين في يوم 14/مايو من العام الماضي المطالبين بخروج المستعمر الفرنسي من أجل أن تنال تشاد حريتها وعزتها وكرامتها، ومجزرة يوم 20 اكتوبر التي خرج فيها الشعب ليعبر عن رفضه لتوريث الحكم، ومجزرة ابشي، والصراعات والمشاكل القبلية التي يصنعها النظام بإستخدام سياسة فرق تسد وغيرها من المجازر والانتهاكات التي ارتكبها وما زال يرتكبها النظام في حق شعبنا.
شعبنا الصبور الصابر المثابر:
كنا على آمل بأن يكون هناك تغيير حقيقي يُخرج البلاد من أزماتها، ورد المظالم التاريخية إلى أهلها، لكن ذات الفريق الذي كان مع الأب إنتقل مع الأبن لتنفيذ سياسات الاستعمار بالطرائق والأفكار ذاتها، وبدأ يخرج علينا بعدد من المسرحيات لإيجاد شرعية زائفة تمكنه من الحكم لثلاثين سنة قادمة بالقوة، فقام بمسرحية الحوار التمهيدي، ثم الحوار السيادي الشامل، وذلك بمكر وتدبير فرنسي، ولم يتوقف النظام هنا بل خرج علينا في الايام الماضية بكذبة أكبر من ذلك وهي مسرحية الاستفتاء الدستوري التي صُرفت فيها ملاين الدولارات، لتزييف إرداة الشعب من اجل البقاء في السلطة، وليس بناء الوطن.
شعبنا التشادي العظيم التواق إلى الحرية والعدالة والنهضة:
أن الجبهة المتحدة للتحرير والعدالة في في افريقيا منذ تأسيسها في مايو 2016م عكفت على دراسة القضية التشادية بعمق ولخصتها في ثلاث قضايا كبرى مع إقتراح الحلول لها فالقضية الأولى: هي الاستعمار، والثانية التخلف، والثالثة التفتت ونقصد بالتفتت هنا تفتت النسيج الإجتماعي بفعل وبطش وتنكيل ومكر الهيمنة الاستعمارية الفرنسية بشعبنا باستخدام بني جلدتنا وأبناء وطننا من أجل المصالح الشخصية الضيقة.
من أجل ذلك تسعى الجبهة المتحدة للتحرير والعدالة في افريقيا إلى قيادة ثورة النضال الفكري والتغيير الثقافي الزكي، لتنمية مجتمعنا التشادي وترقية خصائصه وتوسيع الخيارات المتاحة أمامه في حياةٍ كريمةٍ آمنة خاليةٍ من العللِ، وتأهيله وجدانيا ونفسياً وعقلياً وبدنياً وفكرياً ومهارياً لتحرير عقله وإرادته المسلوبة. كل ذلك من خلال خطتها الاستراتيجية (2023 -2037)، والرؤية الوطنية التشادية (تشاد2048) التي إستغرق إعدادها أربعة أعوام وشارك في إعدادها مجموعة من الخبراء والعلماء ومختلف مكونات المجتمع، وسوف نطرحها لكم في القريب العاجل إن شاء الله عبر الموقع الإلكتروني للجبهة المتحدة للمزيد من الحوار والنقاش من خلال 20 منصة وطنية متخصصة، وإجازتها في مؤتمر الحوار الاستراتيجي التشادي التشادي الذي سوف ننظمه لذلك.
ونقدم الدعوة إلى جميع رفاق النضال والكفاح الاحزاب السياسية والجبهات والحركات، ومنظمات المجتمع المدني والقوة المجتمعية الفاعلة الاخرى، والناشطين في جميع المجالات أن نعلوا الوطن فوق الجميع والإحتماء إلى الداخل لا الخارج، ومعرفة عدونا الحقيقي الذي يعمل بزكاء وسطنا.
شعبنا الابي الوفي:
نغتنم هذه الفرضة ونتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل الشرفاء حوال العالم على المستوى الاقليمي والدولي لمساندتهم للشعب التشادي في المحافل الدولية كافة.
وعامُ مبارك عليكم، ومتعكم الله بالصحة والعافية وحقق آمالكم، حتى تنعم بلادنا بالحريةِ والعدالة والرفاهية، وتصان الحقوقَ والحرياتِ العامة حفظ الله البلاد والعباد ونسأله التوفيق والسداد، وأن يتقبل شهدائنا، والحرية لكل المعتقلين الشرفاء في سجون النظام.
عاشت تشاد حرة مستقلة ابية عصية علي الاستعمار وعملائه. عاش كفاح شعبنا التشادي الصابر الابي.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ابراهيم موسى زكريا رمضان
رئيس الجبهة المتحدة للتحرير والعدالة في افريقيا
31/ديسمبر 2023م